-
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "ثلاث من كن فيه..."
دعامة من الحديث النبوي الشريف :
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "ثلاث من كن فيه..."
عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبيَّ قال: { ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حلاوة الإيمان: أن يكون ورسُولُهُ أحبَّ إليه ممَّا سِواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا لله تعالى، وأنْ يكرَه أن يعودَ في الكُفرِ كما يكرَهُ أن يُقذَفَ في النّار }. رواه مسلم
- أنس بن مالك : صحابي جليل، خدم النبي عشر سنين, عاش قرنا من الزمن.
- الإمام مسلم : هو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشري, أحد أئمة الحديث, أخذ عن أحمد بن حنبل وتتلمذ على البخاري، وضع عدة كتب في الفقه والحديث (206هـ-261هـ).
- صحيح مسلم : كتاب في الحديث, الكتاب هو الثاني في الصحة بعد صحيح البخاري، يشتمل على 7275 حديثا بالمكرر وأربعة آلاف بحذف المكرر
- ثلاث: ثلاث خصال.
- من كن فيه: من اتصف بهن.
- وجد: أحس وتذوق.
- حلاوة الإيمان: استلذ لذة الطاعات.
مضامين الآيات ومعانيها الإجمالي:
• مضمون الحديث الشريف :
- بيان النبي صلى الله عليه وسلم الخصال التي تجعل صاحبها يتذوق حلاوة الإيمان.• معاني الحديث الشريف :
حتى يستشعر المؤمن حلاوة الإيمان لابد له من:
- تقديم حب الله ورسوله على من دونهما.
- الحب في الله والبغض في الله.
- كراهية الوقوع في الكفر.• المستفاد من الحديث الشريف :
- أن أحب الله ورسوله وأسارع إلى مرضاتهما.
- أن أحب أصدقائي في الله لا من أجل المصلحة.
- أن أكره الكفر وكل ما يؤدي إليه.
- أن أبحث عن حلاوة الإيمان في قلبي.
الإعداد القبلي :
1- أكتب النصوص المتعلقة بدرس "المال في الإسلام" مع شرح الكلمات (ص:35)
2-عرف بسورة الحديد وابن مسعود.
3- استخلص مضامين النصوص.
4- عرف المال, وبين الغاية منه وطرق تحصيله.
شرح الحديثأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما يعني: أن يقدم محبة الله ومحبة رسوله على محبة نفسه وولده وإخوته وأهله وذويه وماله وأقاربه وأسرته والناس كلهم؛ وذلك لأنه يعرف بأن الله تعالى هو ربه، وهو مالكه، وهو المتصرف فيه؛ فيحبه من كل قلبه. ويعرف –أيضا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو رسول الله إلى الأمة، وهو الذي أنقذهم الله به من الضلالة ومن الكفر ومن العصيان، فيحبه –أيضا- من كل قلبه، فيكون بذلك مقدما لمحبة الله ومحبة رسوله على محبة كل شيء.
وإذا أحب الله تعالى أحب عبادته؛ أحب الصلاة والصوم والصدقة، وأحب الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وأحب جميع الطاعات، وتلذذ بها، وواظب عليها، وأكثر منها، وكذلك أيضا أحب كل من يحبهم الله. هذه علامة محبة الله.
ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- علامتها: أن يتبعه، ويطيعه، ويعمل بكل ما أمره به. فيؤمن بأنه رسول الله حقا، وكذلك يطيعه في كل ما وجه إليه، وكذلك يقتدي به ويتخذه أسوة؛ لقول الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "وكذلك إذا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه يكره معصيته والخروج عن سنته. هذا هو حقيقة محبة الله ورسوله.
أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
محبة الإنسان للخلق تتفاوت:
هناك المحبة الطبيعية: محبة الإنسان لأولاده، ومحبته لأبويه هذه محبة طبيعية لا يلام عليها؛ ولأجل ذلك فإنه يسعى في طلب الرزق والمعيشة، ويبذلها رخيصة لأولاده ولأحفاده ولأبويه ولأقاربه ولمن يحبه. فهذه محبة طبيعية.
وهناك محبة لمنفعة: بأن تحب هذا؛ لأنه نفعك نفعا دينيا، أو نفعا دنيويا، فتحبه، ويميل قلبك إليه؛ لحسن عمله؛ ولحسن خلقه. وهذا كله لا ينافي محبة الإيمان.
هناك المحبة الدينية: وهي أن تحب الإنسان لصلاحه ولتقاه ولعبادته واستقامته ولالتزامه بأمر الله تعالى؛ مع أنه ما نفعك في دنياك، ولا شفع لك، ولا أهدى إليك، ولا أعطاك، ولا تسبب في عمل لك، ولا غير ذلك؛ ولكن رأيته رجلا صالحا، ورأيته يتعبد، ورأيته يواظب على الصلوات، ورأيته يتبع الحق ويبتعد عن الباطل، ويبعد عن الآثام والمحرمات، فأحببته من كل قلبك. فكانت هذه محبة دينية.
جاء في الحديث -حديث السبعة- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ثم قال: ورجلان تحابا في الله –أي- اجتمعا على ذلك، وتفرقا على ذلك يعني: كل منهما أحب أخاه لله تعالى لا لعرض من الدنيا.
فهذه المحبة الدينية هي التي يجد بها حلاوة الإيمان؛ وذلك لأنه إذا أحب من يحبهم الله تعالى فإنه يقتدي بهم؛ إذا رأيته يتهجد فإنك تحبه وتقتدي به، وإذا رأيته يرتل القرآن فإنك تحبه وتقتدي به، وإذا رأيته يتصدق، وإذا رأيته يصوم، وإذا رأيته يدعو إلى الله، وإذا رأيته ينصح، وإذا رأيته يأمر أو ينهى أو يرشد، وإذا رأيته يبر والديه ويصل رحمه، ونحو ذلك؛ فإنك تحبه، ثم تقتدي به في هذه الأعمال.
وأما المحبة العاجلة الدنيوية؛ فإنها ليست مستقرة، نعرف وتعرفون اثنين كانا متصادقين، ثم بعد ذلك تهاجرا وتقاطعا، تسأل: يا فلان؛ قد كنت صديقا لفلان ثم إنك أخذت تسبه، فلا يذكر سببا؛ إلا أمرا دنيويا، فيقول –مثلا- إنه خانني، إنه ما شفع لي، إنه ما نفعني، إنه أخذ مني شيئا ولم يرده. فيكون هجره ومقاطعته؛ لأجل أمر دنيوي. هل تتهمه في عقيدته؟ هل تقول: إنه يزني أو يسرق؟ هل تتهمه بأنه لا يصلي ولا يصوم؟ فيقول: لا والله؛ بل إنه مواظب على العبادة، وإنه متنزه عن الآثام؛ ولكنه ما نفعني لما طلبت منه كذا وكذا، فقاطعته. لا شك أن هذا دليل على أنها محبة عاجلة، محبة دنيوية.
قوله: وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
يكره الكفر، الله تعالى أنقذه من الكفر وهداه للإيمان، وسدده وثبته ووفقه، فآمن، ودخل في الإيمان، والتزم بالطاعة؛ فلأجل ذلك يكره الكفر بعد الإيمان، وكذلك يكره الضلالة بعد الهدى، ويكره الانحراف بعد الاستقامة، ويكره الجهل بعد العلم، ويكره المعصية بعد الطاعة، يعني: كل شيء يكرهه الله فإنه يكرهه؛ ولو عذب؛ ولو أحرق؛ ولو قيل له: اكفر وإلا أحرقناك، فإنه يصبر على الأذى، يكره الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
وهكذا أيضا يكره المعصية؛ ولو كانت مما تشتهيها النفس؛ ولو كانت لذيذة ومحبوبة عند النفس، فإنه يعلم أن ربه حرمها، وأن ربه يكرهها؛ فلأجل ذلك يقول: أكره كل شيء نهاني عنه ربي، ولا أقترب منه؛ ولو كان فيه لذة دنيوية، فيكره الكبر؛ ولو كانت النفس تدعو إليه، ويكره الإعجاب، ويكره الزنا؛ ولو كانت النفس تندفع إليه، ويكره فاحشة اللواط –مثلا- ويكره الخمر، ويكره سماع الغناء، ويكره النظر في الصور والأفلام الخليعة ونحوها، ويكره النظر إلى النساء المتكشفات، والمرأة –أيضا- تكره التبرج؛ ولو كان قد فعلته فلانة.. وفلانة، وتكره التكشف، وتكره المعاكسات، وما أشبهها. يكره كل إنسان ما يغضب الله، وما نهاه الله عنه. فهذا هو علامة محبة الإيمان، وعلامة حلاوته.الرجوع
-
تعليقات
2hajar pawrالإثنين 7 ديسمبر 2015 في 19:593assiaالإثنين 7 ديسمبر 2015 في 21:264heyالأحد 13 ديسمبر 2015 في 16:135ايمانالثلاثاء 15 ديسمبر 2015 في 17:356نجوىالخميس 17 ديسمبر 2015 في 20:097moosaabالأحد 20 ديسمبر 2015 في 16:598Souka amiraالإثنين 21 ديسمبر 2015 في 21:23شكرا جدا9زهرةالأحد 27 ديسمبر 2015 في 17:5310asmaaالإثنين 28 ديسمبر 2015 في 21:14had chi zwin zzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzz11marwa el moutassimالخميس 31 ديسمبر 2015 في 13:5712assmahaneالأحد 3 يناير 2016 في 15:5513FIRDAOUSSالأحد 31 يناير 2016 في 21:2614abdessamadالثلاثاء 1er مارس 2016 في 21:5715ماريةالخميس 3 مارس 2016 في 22:1616amineالأربعاء 9 مارس 2016 في 21:2218عثمان الهيشوالخميس 17 مارس 2016 في 21:04tabon dmokom21ooالأربعاء 20 أبريل 2016 في 16:3522sanaeالأربعاء 20 أبريل 2016 في 16:3723fatima zohra kanakinالأحد 26 نوفمبر 2017 في 22:34
إظافة تعليق
mrc