• ثالثة ثانوي إعدادي .. الإنفاق في سبيل الله ( صوره ومقاصده )

    ثالثة ثانوي إعدادي .. الإنفاق في سبيل الله ( صوره ومقاصده )

     

    النصوص المؤطرة للدرس:

     

     قال تعالى:

    وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﴿10﴾   سورة الحديد

     شرح المعنى : وأيُّ شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله؟ ولله ميراث السموات والأرض يرث كلَّ ما فيهما، ولا يبقى أحد مالكًا لشيء فيهما. لا يستوي في الأجر والمثوبة منكم مَن أنفق من قبل فتح "مكة" وقاتل الكفار، أولئك أعظم درجة عند الله من الذين أنفقوا في سبيل الله من بعد الفتح وقاتلوا الكفار، وكلا من الفريقين وعد الله الجنة، والله بأعمالكم خبير لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم عليها.

     

     

      قال تعالى:

    مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 261    سورة البقرة

    شرح المعنى: مَثَل ثواب المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة يضعها الزارع في أرض طيبة فتنبت سبع سنابل، في كل سنبلة منها مئة حبة، والله يضاعف الثواب لمن يشاء من عباده، فيعطيهم أجرهم دون حساب، والله واسع الفضل والعطاء، عليم بمن يستحق المضاعفة.

     

     

    - صحيح مسلم كتاب الزهد رقم 2959

    حدثني سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله  قال: يقول العبد مالي مالي إنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس

    شرح المعنى: يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الَّذي يَحصُلُ له مِن مالِه ثَلاثُ مَنافعَ مُحدَّدةٍ ومَحصورةٍ فيه، لكنَّ واحدةً منها هي المنفعةُ الباقيةُ، وأنَّ غيرَها مِن المنافِع فانيةٌ وَزائلةٌ لا يَبْقى لِصاحبِها منها شَيءٌ، والمنفَعةُ الأُولَى هِي «ما أَكَلَ» وهو ما أنفَقَ في سَبيلِ أكْلِه وشُربِه وغِذاءِ بَدنِه، فهو ذاهبٌ بالأكلِ، والمنفَعَةُ الثَّانيةُ: ما لَبِسَ منَ الثِّيابِ فَأَبْلى، أَي: أصبح قديما، أمَّا المَنفعةُ الثَّالثةُ الباقيةُ فَهِيَ قَولُه: «أو أَعْطَى للهِ تَعالى فَاقْتَنَى»، أي: تَصدَّقَ به فَادَّخرَ ثَوابَه للآخرةِ.

     

    وما عَدا المنافعَ الثَّلاثَ الَّتي ذُكِرت كالمالِ المُدَّخَرِ بلا صَرفٍ ولا إنفاقٍ في وُجوهِ الخيرِ، أو المرادُ ما عدا ذلك مِن المالِ، مِثلِ المَواشي، والعَقارِ، والخدَمِ، والجواهرِ؛ فالعَبدُ «ذاهبٌ» عَنه بالموتِ «وتارِكُه للنَّاسِ» الوَرثة أو غَيرهم، بِلا فائدةٍ راجِعةٍ إِليه، مَع ما فيه مِن المُحاسبَةِ والمُعاقَبَةِ عَليه. 

     

    مضامين النصوص:  

    1- بيان الآية الكريمة قيمة الإنفاق في سبيل الله وفضله.

    2- بيان الاية الكريمة كيف يضاعف الله عز وجل أجر المنفق في سبيل الله.

    3- بيان الحديث الشريف أن المال الحقيقي هو الذي ينتفع به صاحبه.

     

    التحليــــــل:

    المحور الأول: حقيقة الإنفاق وفضله وضوابطه:

       1- حقيقة الإنفاق وفضله:

    - الإنفاق: الإنفاق في سبيل الله من فضل الله تعالى على عباده ورحمته بهم، حيث شرع لهم من الدين ما يقربهم إليه، ويوصلهم إلى مرضاته، ويكون سببا في دخولهم الجنة والنجاة من النار.

    - فضله:  مضاعفة المال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ طَيِّبٍ وَلاَ يَقْبَلُ اللهَ إِلاَّ الطَّيِّبَ فَإنَّ اللهَ تَعَالَى يَأْخُذُهَا بِيَمِيْنِهِ يُرَبِّيها كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُوْنَ مِثْلَ الجَبَل".

     - أن الصدقة تظل العبد يوم القيامة وتحول بينه وبين حر الشمس حينما تدنو من رؤوس الخلائق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".

     - ان اجر الصدقة يقع مضاعفاً إلى سبعمائة ضعف يوم القيامة إلى اضعاف كثيرة، فعن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة".

     - الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".

     - أخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه الصدقة تطرد الشياطين عن المنفق أمواله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يخرج احد شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطانا"....

     

    2- ضوابط الإنفاق في سبيل الله:

    - الإخلاص: الإخلاص يعني تجريد العبودية لله تعالى لا يشوبها شائبة رياء أو سمعة أو غيرهما.

    - عدم المن والأذى : المن هو : التحدث بما أعطي حتى يبلغ ذلك المعطي فيؤذيه ،

    والأذى هو : السب والتطاول والتشكي . 

    - الإنفاق من المال الطيب : لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، فقد أمر سبحانه بالإنفاق من الطيب المحبوب للنفس ، فأحب لأخيك ما تحب لنفسك.

     

    المحور الثاني: أنواع الإنفاق ومقاصده:

        1- أنواع الإنفاق:

    - الإنفاق الواجب: وفيما يلي بعض وجوه الإنفاق الواجب: الإنفاق على الوالدين وعلى الزوجة وعلى الأولاد وعلى من تحت ولايته و الإنفاق في الزكاة.

    - الإنفاق المستحب: كصدقة التطوع، والإنفاق في أوجه البر المتنوعة كالنفقة على اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين، كالهبات والهدايا، والتبرع لمؤسسات البر والإغاثة ونحو ذلك. 

     

       2- مقاصد الإنفاق:

    للإنفاق مقاصد وغايات جليلة، وله آثار حميدة على مستوى الفرد والمجتمع، وعلى المستوى الاقتصادي أيضا. فما هي أهم هذه الآثار والغايات؟

    - مقاصد روحية: فهو سبب لتكفير الذنوب والتقرب إلى الله والفوز بالجنة ونيل رضى الله ومحبته وصلة الأرحام.

    - مقاصد اجتماعية: فالإنفاق يضمن العيش الكريم للفرقاء ومواساة الفقراء والمحتاجين  ومجتمع متضامن ومتكافل.

    - مقاصد اقتصادية: تأسيس مشارع اقتصادية ورفع القدرة الشرائية للفقراء..

     


  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق