-
إماطة الأذى عن الطريق صدقة 1
وحدة التربية البيئية : إماطة الأذى عن الطريق صدقة
الدرس رقم 1 الدرس رقم 2 التمھید
- كیف ھي حال الأزقة والشوارع في مدینتك من حیث نظافتھا؟
- كیف یتعامل الناس في مجتمعك فیما یتعلق بالنفایات في الطرقات؟
- ما رأیك فیمن یطرح القمامة في الشارع من نافذة بیته؟
قراءة النصوص
عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))
رواه الترميدي
عن أَبي بَرْزَةَ الأسلمي قَالَ : قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ : ( اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ) . رواه مسلمالتعریف ب : أبي برزة
أبي برزة: ھو نضلة بن عبید بن حارثة الأسلمي صحابي جلیل سكن
المدینة ثم البصرة، شھد مع علي قتال أھل النھروان، مات بخرسان
سنة 65 ھ له 46 حدیثا.شرح المفردات
بضع: یطلق على الأعداد من ثلاثة إلى تسعة.
إماطة: إزالة وإزاحة.
الأذى: كل ما یضر بالناس، ویتأذون منه.
اعزل: نح وأزل.
مضامین النصوص
- إماطة الأذى عن الطریق من خصال الإیمان.
- بیان الرسول عَلَيْهِ السلام أن عزل الأذى عن طریق المسلمین عمل نافع وعظیم.
تحلیل المحور الأول
عنایة الإسلام بنظافة الطرقات والأفنیة والمرافق العامة:
اعتنى الإسلام بنظافة الطرقات والأفنیة والمرافق العامة عنایة عظیمة، وأمر المسلمین بتجنب كل مظھر أو سلوك أو تصرف سيء یخل بذلك؛ حیث وعد كل من ساھم في نظافة المحیط بالرحمة والمغفرة والأجر العظیم، في حین وعد كل من خالف توجیھاته في ھذا المجال بالطرد من رحمته.
تحلیل المحور الثاني
آداب الطریق:
ومن التوجیھات الإسلامیة التي تحث على الاعتناء بالمحیط ما یلي:
- الحرص على نظافة الطریق العام؛ بعدم إلقاء الأوساخ والقاذورات فیه، وعدم العبث بالأشجار، وعدم رمي الحجارة فیه.
- الحرص على التلفظ بالكلام المؤدب الحسن، وتجنب الأصوات الصاخبة والعبارات الساقطة والسباب والخصام.
- عدم تتبع عورات الناس، وتجنب الغیبة والنمیمة.
- غض البصر عن النظر إلى المحرمات.
- الحرص على المساھمة في حملات النظافة والتشجیر، وردم الحفر وصباغة الجدران، وجمع النفایات في الأكیاس الخاصة بھا.
- تجنب اللعب وسط الطریق وعرقلة المارة.
- الالتزام بآداب الطریق كرد السلام، وغض البصر، وكف الأذى...الرجوع آداب الجلوس على الطريق في الاسلام
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:َ(إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ). قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: (غَضُّ الْبَصَر،ِ وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ)(1).
الطريق مرفق اجتماعي عام يشترك جميع أفراد المجتمع في استعماله والاستفادة منه، فهذا يسلكه إلى عمله، وهذا يتجه من خلاله إلى دراسته، وهذا يذهب منه إلى السوق لقضاء حاجاته، فكل فرد من أفراد المجتمع يحتاج إلى الطريق في كل يوم من أيام حياته، ويرجو دائما أن تكون الطريق آمنة ميسرة لا يتعرض فيها لأذى، ولا يعترضه خلال سيره عليها ما ينغص عليه يومه أو يهدد أمنه أو يفسد طمأنينته.
وما دامت الطريق مشتركا اجتماعيا، فمن الطبيعي ألا يتولى أحد من أفراد المجتمع الاستحواذ عليها أو اعتراض مرور الآخرين عليها أو التسبب لهم فيما يجعلهم غير آمنين في أثناء سيرهم عليها.
ونظرا لحاجة الناس الماسة لاستعمال الطريق وحاجتهم إلى الشعور بالأمن والطمأنينة أثناء سيرهم عليها، يأتي هذا التوجيه النبوي الحكيم ليرشد المؤمنين إلى استعمال الطريق في المرور عليها، وعدم الوقوف أو الجلوس فيها، لأن الوقوف أو الجلوس يعني اعتراض الآخرين أو التسبب في شعورهم بعدم الأمان.. وقد جاء هذا التوجيه بصيغة التحذير الشديد (إياكم والجلوس في الطرقات)، ليدل على خطر هذا الفعل وأثره في عدم استقرار المجتمع، لما يسببه لدى أفراده من شعور بالخوف وعدم الاطمئنان.
فالأصل في المؤمن، إذن، أن يتخذ الطريق مسلكا إلى مقصده لا غير، فهو إما ذاهب من خلالها لقضاء مصالحه أو عائد عليها إلى بيته، دون أن يتخذ منها مجلسا أو موقفا.
إلا أن ظروف الحياة وحاجات العيش ومقتضيات العلاقات الإنسانية بين افراد المجتمع، قد تفرض على الإنسان في يوم من الأيام أو ربما في كل يوم أن تكون له وقفة في الطريق أو مجلس على جانبها. وهو ما تساءل عنه الصحابة الكرام حين قالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها. في هذه الحالة يوجب الرسول صلى الله عليه وسلم على المؤمن أن يتحلى بأدب الإسلام ويحرص على الوفاء للطريق بحقها..
وحقوق الطريق كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، أربعة، هي: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
الحق الأول: غض البصر:
المؤمن مطالب دائما بغض بصره وكف نظره عما حرم الله عز وجل، في كل الأحوال، قال تعالى آمرا: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور: 30]، وقال عز وجل محذرا من مخالفة هذا الأمر: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19].
إلا أن هذا الأمر يزداد تأكيدا في الطريق العام، لأن وقوف الإنسان في الطريق أو جلوسه على جانبها من شأنه أن يلفته إلى الاهتمام بالآخرين والانتباه إليهم، وعدم غض الواقف في الطريق أو الجالس على جانبها لبصره سيؤذي لا محالة المارين من غادين ورائحين، ويسبب لهم الأذى ويشعرهم بعدم الطمأنينة.
والأمر بغض البصر هنا ليس مقصورا على النظر إلى المحرمات فحسب، وإنما أيضا النظر إلى ما لا يعني، لأن المارين دائما ليسوا بالضرورة نساء يؤمر الرجل بغض النظر عنهن، وإنما قد يكون المار رجلا يحمل شيئا ولا يريد أن يطلع عليه الآخرون وخاصة إذا كانوا من معارفه، ونظر الواقفين في الطريق إليه يحرجه. ويزداد الأمر سوءا لو أن الواقف على الطريق سأل هذا الرجل عما يحمله، فربما أدى ذلك إلى الخصومة بينهما والنزاع الذي ينتهي إلى ما لا تحمد عقباه.
وإنه ليؤسفنا أن نسجل ما يعانيه مجتمعنا من خلل في هذا الجانب، فقد أدى عدم التزام المسلمين بهذا التوجيه النبوي الشريف إلى تقطع العلاقات الاجتماعية وفساد ذات البين وإحساس الأفراد بعد الأمان وهم يسيرون في الطرقات ذاهبين منها إلى أعمالهم ومصالحهم أو عائدين منها إلى بيوتهم.
ولا شك أنه منظر مقرف ويثير التقزز، منظر الكثير من الشباب وهم يقفون على نواصي الطرقات أو في أبواب الثانويات والجامعات، لا لشيء إلا ليعترضوا طريق النساء ويتحرشوا بهن ويتسببوا لهن في الإحراج والضيق.
وهو كذلك منظر مقرف؛ منظر أولئك الذين يقفون على أبواب العمارات، يمعنون النظر في كل داخل إليها أو خارج منها، يستطلعون إلى أين يذهب ومع من يذهب إن خرج من العمارة، ومع من عاد وماذا يحمل في يده إن دخل إلى العمارة.
وغير ذلك من المظاهر السيئة التي يعج بها مجتمعنا.
الحق الثاني: كف الأذى:
والأذى المنهي عنه؛ هو كل ما قد يتسبب للغير في الحرج والضرر، ماديا كان أو معنويا.
والواقع أن الوقوف في الطريق أو الجلوس على جانبها بلا سبب، هو بحد ذاته مدعاة لإيذاء الآخرين والتسبب لهم في الحرج والضيق.
لذلك كان من حق الطريق على من يقف فيها؛ أن يكف أذاه عن الناس.
فهو في أثناء وقوفه لا ينبغي أن يشتغل بغير مصلحته، فإذا ما قضاها وجب عليه الانصراف والسير في حال سبيله دون اهتمام بما لا يعنيه.
ذلك لأن الوقوف في الطريق بغير مصلحة، لا بد أن يجعل الإنسان يهتم بما يراه ويلاحظه على المارين، وربما دعاه ذلك إلى التعليق على هذا والضحك على ذاك، وتعيير هذا والتشنيع على ذاك، ولابد لمن كان هذا حاله أن يصطدم بالآخرين ويتخاصم معهم، ويشتبك معهم في منازعات وخصومات لا مبرر لها ولا طائل من ورائها، ونتيجتها في النهاية تقطع أواصر المجتمع وتمزق شبكة العلاقات الإنسانية بين أبنائه.
وقد توعد الله عز وجل من يؤذي المؤمنين ويتسبب لهم في الحرج والضيق بالعقوبة الصارمة، في قوله عز من قائل: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].
ومن صور الأذى التي يقترفها الواقفون في الطرقات أو الجالسون على جنباتها في حق المؤمنين؛ سوء الظن بهم، والتجسس عليهم، واغتيابهم، وكلها أمور منهي عنها. قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)(2).
الحق الثالث: رد السلام:
رد السلام واجب مفروض شرعا، من تركه كان آثما بسبب مخالفته لأمر الله عز وجل في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: 86]. والذي لا يرد السلام عاص غير ممتثل لأمر الله عز وجل في هذه الآية الكريمة.
ولا شك أن من شأن الواقف في الطريق أو الجالس على جانبها أن يمر عليه الناس فيلقي عليه بعضهم السلام، وهو مطالب عند كل تحية بالرد على صاحبها، ولو تكررت عليه التحية ألف مرة لكان مطالبا بردها ألف مرة كذلك.
لكن الملاحظ أن كثيرا من الناس يردون مرة أو مرتين ثم يملون من رد السلام فيكفون ويتجاهلون كل سلام يلقى إليهم بعد ذلك. وهذا السلوك إلى جانب أنه يسخط الله عز وجل، يؤدي كذلك إلى انتشار العداوة والبغضاء والأحقاد بين المؤمنين، لأن من يلقي السلام على رجل يعرفه، ثم يفاجأ به يتجاهله ولا يرد على تحيته، لا محالة سيؤثر ذلك في نفسه، وسيجعله يتخذ منه موقفا سلبيا، وهكذا شيئا فشيئا تنتشر البغضاء وتشيع الأحقاد التي لا مبرر لها ولا داعي إليها.
لذلك كان رد السلام واجبا، وكان عدم رده إثما ومعصية. فإذا ما أراد المؤمن أن ينجو من هذا الإثم ولا يقع في هذه المعصية، فما عليه إلا أن يقلل من الوقوف في الطرقات، ويحرص على الانطلاق إلى عمله أو قضاء حوائجه أو يعود إلى بيته أو يزور أقاربه وذوي رحمه، أو يذهب إلى المسجد لعبادة ربه، فذلك أنفع له في الدنيا وأنجى له في الآخرة.
الحق الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
الواقف في الطريق أو الجالس على جانبها، لا محالة سيرى من الناس تقصيرا في بعض المسائل التي لا بد من القيام بها، أو يرى منهم اعتداء على بعضهم أو إفسادا وإضرارا بحق مصلحة من المصالح العامة للمجتمع.
وهو إذا رأى شيئا من ذلك، كان من الواجب عليه أن يأمر بالمعروف في الحالة الأولى، وينهى عن المنكر في الحالة الثانية. وليس له خيار في أن يفعل أو لا يفعل، فهو إن لم يأمر بالمعروف كان مقصرا في حق المجتمع إذ لم يأمر بما فيه منفعة عامة للمجتمع كله، فيكون بذلك آثما، وهو إن لم ينه عن المنكر، يكون سببا في وقوع مفاسد يعود ضررها على المجتمع كله أو على بعض أفراده، فيكون آثما بسبب ذلك كذلك. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)(3).
وإنما كان المؤمن آثما إن لم يأمر بالمعروف أو ينه عن المنكر، لأنه كما أنه مسؤول عن نفسه وعن مصالحه، هو كذلك مسؤول عن المجتمع كله وعن المحافظة على مصالحه كذلك، يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71]، ويقول عز وجل: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].
وتقصير الأفراد في القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيعود على المجتمع كله بالضرر والوبال، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ)(4).
وما انتشار المفاسد في مجتمعاتنا العربية الإسلامية اليوم، إلا نتيجة طبيعية لإحجام المسلمين عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واشتغال كل واحد منهم بمصالحه الشخصية دون أدنى اهتمام بالمصالح العامة للمجتمع والأمة، بل إن الكثيرين لا يتورعون عن الدوس على المصالح العامة وربما اقتراف مفاسد تعود بالضرر على المجتمع كله، ما دامت مصالحهم الشخصية تقتضي ذلك.
وكثير من الناس إذا رأوا وقوع منكر أمامهم، أو رأوا تقصيرا في معروف بحضورهم، انصرفوا غير مهتمين بالأمر وربما وقفوا متفرجين وكأن الأمر لا يعنيهم بالمرة، وهؤلاء وأمثالهم هم المعنيون بخطاب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه إذ يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: 105]، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا ظَالِمًا فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ)(5).
ختام:
تلك هي حقوق الطريق على المسلم إذا ما أراد أن يقف فيها أو يجلس على جانبها، ولا شك أن القيام بهذه الحقوق ليس بالأمر الهين ولا اليسير، ولذلك فإن العاقل هو من لا يقف في الطريق ولا يجلس على جانب من جوانبها إلا لضرورة قاهرة، أما فيما عدا ذلك من الأحوال فهو سائر في حال سبيله متجه إلى عمله أو طالب للعلم أو قاض لمصلحة من المصالح أو واصل لرحمه أو عائد إلى بيته، فذلك وحده هو سبيل النجاة من كل ما قد يجلب له الإثم أو يعود عليه بالضرر في الدنيا والآخرة.
ولا شك أن المسلمين لو عملوا بهذا التوجيه النبوي الكريم لارتفعت من مجتمعاتهم مظاهر الفساد والتخلف، ولعادت العلاقات بينهم تسودها الأخوة والتراحم والتعاون بدل التخاصم والتنازع والشقاق.
الرجوع
-
تعليقات
2oooooooooooالأحد 12 ماي 2013 في 16:473سلمىالإثنين 13 ماي 2013 في 22:044hajar bèènالثلاثاء 14 ماي 2013 في 10:156otman omarالخميس 23 ماي 2013 في 20:34MerCiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii7manar rizkiالأربعاء 29 ماي 2013 في 16:488manar rizkiالأربعاء 29 ماي 2013 في 16:50chucran bzef 3la had lm3loumat li f lmoustawa noura safsaf katchkrcoum bzef bzef w kantmna likoum almazid mna atawafiq
et je veux des sites de francais svp moi je mapelle khouloud
-
لمياءالأربعاء 18 ماي 2016 في 23:09
tabon mok a bnt l 9ahba
-
issamالخميس 19 ماي 2016 في 19:29
pass ton Facebook et J'ai Pass Des site
-
de premiere anee colegian et se site est bon site de match eles bou el ya desexercises et des lecons www.matapch.0fees.net
13messi and neymarالخميس 6 يونيو 2013 في 17:0914manal taoussiالثلاثاء 11 يونيو 2013 في 18:2115maya maryamالسبت 19 أبريل 2014 في 15:0516khawlaالثلاثاء 29 أبريل 2014 في 16:21merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii beaucoup
19HANANالأحد 4 ماي 2014 في 14:2220HANANالأحد 4 ماي 2014 في 14:3021123654الأحد 4 ماي 2014 في 22:29maw9i3 rojola wbikhir m3a kro22samiaالثلاثاء 6 ماي 2014 في 15:4023zakaria mezianeالثلاثاء 6 ماي 2014 في 22:1124nour el hoda basseteالأربعاء 7 ماي 2014 في 22:4625فردوسالجمعة 9 ماي 2014 في 22:4327amalالسبت 10 ماي 2014 في 18:06merci beaucoup c'est gentille de vous monsieur Ahmed Hamdine . Il m'a bien plus vraiment ce site est le merveilleux pour moi
28khouloudالثلاثاء 13 ماي 2014 في 12:47merci beoup29zinebالثلاثاء 13 ماي 2014 في 18:42chokrannnn bazzaf 3la had lmaw9i3333330tijini medالثلاثاء 13 ماي 2014 في 21:1131amaimaالأربعاء 14 ماي 2014 في 21:0232hanan dakhouchالجمعة 16 ماي 2014 في 21:2833حنان وزنةتالجمعة 16 ماي 2014 في 21:5934sosoالأحد 18 ماي 2014 في 16:0735saraالأحد 18 ماي 2014 في 16:5136niha nihadالأحد 18 ماي 2014 في 17:4837niha nihadالأحد 18 ماي 2014 في 17:5038هاجرالأحد 18 ماي 2014 في 20:22شششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككررررررررررررررررررررررررررااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
39mehdiالإثنين 19 ماي 2014 في 13:5741souka soukitaالإثنين 19 ماي 2014 في 22:48merci tu aides tous les eleves de la premiere annee college merci beaucoup la maitresse de l'education islamique m'a dit que je suis la meilleur42souka soukitaالإثنين 19 ماي 2014 في 22:56ana b4it njawb hadak lbnt rajae likatba t5sar lhdra ana mt2akda anaha min al3anasir li4adin y 5liw lm4rib lor rah 5asna nkounou m2adbin bach nt9admou ana mt2kda anaha 9lilt l2adab had lmaw9i3 ZWIN wkantmna lga3 talamid tawfi9 hhhhh c soukainan43سعيدة دنايالثلاثاء 20 ماي 2014 في 14:31ششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششكككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييللللللللللا
44salimaالخميس 22 ماي 2014 في 13:4645salimaالخميس 22 ماي 2014 في 13:4846ila 3rftiniالخميس 22 ماي 2014 في 13:4947omaimaالخميس 22 ماي 2014 في 23:0448لاأعرفالجمعة 23 ماي 2014 في 23:2149maryameالإثنين 26 ماي 2014 في 20:13mercie beaucoup je suis tres tres heureuse car vous etes gentilles et vous avez donne ces cours pour nous aidez a notre devoir de l'education islamique je ne trouve rien pour remercie vous
50يسراالإثنين 26 ماي 2014 في 23:0352مريمالخميس 29 ماي 2014 في 13:3953monaالخميس 29 ماي 2014 في 20:3554Isslame El heriالإثنين 2 يونيو 2014 في 13:49wa33r had drssss beeezzzaaafffffffff :O :O :O:O:Omy goooood choukrrrrrrran a assiade bzaaaaaaaaaafff
55amalالأربعاء 4 يونيو 2014 في 20:5156kokoالإثنين 9 يونيو 2014 في 23:5757اصيلالأحد 15 فبراير 2015 في 17:3458riadالإثنين 11 ماي 2015 في 21:02merci beaucoup pour ces leçonsyes59riadالإثنين 11 ماي 2015 في 21:04mercie beaucoup je suis tres tres heureuse car vous etes gentilles et vous avez donne ces cours pour nous aidez a notre devoir de l'education islamique je ne trouve rien pour remercie vouscoolcoolcoolcoolcoolcoolcool60hibaالثلاثاء 12 ماي 2015 في 14:4461yassineالأربعاء 13 ماي 2015 في 15:4162bilal zwineالإثنين 18 ماي 2015 في 15:4763KHADIJAالإثنين 18 ماي 2015 في 23:40chokran 3la hade almaw9i3bzaaaaaaaaaaaaaaaaaf ana kansstafde bzaf fhade almaw9i3alah yrz9kome baljana aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaamiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiineeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeee
64LAYLAالإثنين 18 ماي 2015 في 23:55BISMI ALAHI ARAHMANI ARAHIMI YA AYOHA ANASSE LA TAKTOBO ALKALAMA ALFAHICHA WA AL9ABIHA LIANA HADA CHAYON LA YALI9O BILMOSLI ASSALIHI WA CHOKRAN
65haytam arrafiquiالخميس 21 ماي 2015 في 23:3966mouslim karimالخميس 21 ماي 2015 في 23:4067HAJARالجمعة 22 ماي 2015 في 22:2768WIAMالجمعة 22 ماي 2015 في 22:36waw rai3 waln9osoho lmot3ahhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh chokran ana amzaho fa9at
70ibtissamالإثنين 25 ماي 2015 في 18:4171fatiالثلاثاء 2 يونيو 2015 في 14:21hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh
72aboubakreالأربعاء 4 ماي 2016 في 16:3073bilal hanouchالثلاثاء 10 ماي 2016 في 21:25mmmmmmmmmmeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeerrrrrrrrrrrcccccciiiiiiiiiii74Nadaالجمعة 20 ماي 2016 في 22:04Merciiiiii75FATIMAZAHRAالجمعة 20 ماي 2016 في 23:08MRCI BZZAAAFF76حاالثلاثاء 24 ماي 2016 في 00:3677khawlaالأربعاء 25 ماي 2016 في 19:5878mkالأربعاء 25 ماي 2016 في 19:5979manalالأربعاء 25 ماي 2016 في 20:0580hodaالخميس 26 ماي 2016 في 19:57
إظافة تعليق
أجمل مما توقعته