• وحدة التربية الأسرية و الاجتماعية :

      الرعاية الاجتماعية في الإسلام

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2


    نصوص الانطلاق :
    - قال تعالى:"فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر"سورة الضحى ألآيتان 9-10{منار التربية الإسلامية}
    - حديث معقل بن يسار .


    توثيق النصوص :
    سورة الضحى: مكية, عدد آياتها 11 آية و ترتيبها في المصحف الشريف 93 , وهي تتحدث عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتيما وفقيرا فآواه الله عز وجل واعتنى به.
    معقل بن يسار: هو معقل بن يسار المزني البصرري, يكنى بأبي عبد الله, وهو احد الصحابة الكرام, وكان من الذين شهدوا بيعة الرضوان.
    توفي رضي الله عنه بالبصرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.


       مضامين النصوص :
    1- النهي عن إذلال اليتيم وزجر المحتاج.

    2- تحريم الجنة على من أهمل شؤون رعيته .

    استنتاج :
    1- مفهوم الرعاية الاجتماعية:  
    هي الخدمات التي تقدم للمستضعفين وذوي الحاجات, مثل الأرامل واليتامى والمعاقين.


    2- أهمية الرعاية الاجتماعية في الإسلام:
    فقد خص الإسلام للرعاية الاجتماعية عناية كبيرة, فمن يكفل يتيما فإن الرسول صلى الله وسلم وعده بأن يكون رفيقه في الجنة, وكذلك فإن الساعي على الأرملة والمسكين عد في مرتبة المجاهد في سبيل الله .


    3 -مجالات الرعاية الاجتماعية:
     مادية: بتحقيق الضروريات للمحتاجين من مال وطعام ولباس ودواء...
     معنوية: تقدير هذه الفئات واحترامها والعطف عليها.
     فكرية: وذلك بتوفير التعليم والتكوين لهذه الفئات حتى تتغلب على صعوباتها.

     


    4- أثر الرعاية الاجتماعية:
    - حفظ كرامة الإنسان

    - إشعاره بأنه جزء من المجتمع

    - إدماجه داخل المجتمع

    - تحسين حالته المادية

    - تقوية الروابط الانسانية بين جميع فئات المجتمع

    - تنمية المجتمع.

        الرجوع

     


                                   الرعاية الاجتماعية مظهر إنسانية الإسلام
     

    تعتبر الرعاية الاجتماعية التي أطلقتها الشريعة الإسلامية لكافّة أصناف الفئات الفقيرة والتي تحتاج الى المساعدة من أجل تأمين الحاجات الضرورية والمستلزمات الحياتية من أبرز وجوه ومظاهر البعد الإنساني في الإسلام، حيث أوجبت الشريعة مدّ يد العون لهذه الفئات حفظاً لكراماتهم واحتراماً لإنسانيتهم، فلم يعد - والحال هذه - العطاء شكلاً من أشكال المنّ والأذى وإراقة ماء الوجه بل أصبح العطاء عبادةً واجبة وفعلاً قربويّاً يؤديه المكلَّف قربةً لله وتوسّماً للأجر والثواب.

      وهذه أهم الفئات والأصناف التي أمر الإسلام بضرورة الإنفاق عليهم واعتبرهم معياراً من معايير المجتمع الصالح:
     
    1- كفالة الأيتام
     قال تعالى:   ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ﴾  وقال تعالى:   ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾  .

    ومن مظاهر العناية التي أولاها الإسلام للأيتام حفظ أموالهم والسعي في تنميتها والابتعاد عن كلّ تصرف ضارّ بها، قال تعالى:  ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾    قال تعالى:   ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾   وقال تعالى:   ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾  .

     

     2- الفقراء والمساكين
     قال تعالى:   ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ  عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ .

    قال تعالى:   ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾ .

     

     3- كفالة الصغار وكبار السن
     لقد وجّه الإسلام عناية خاصّة لكبار السنّ واعتبرهم مستحقّين للرعاية المثلى مقابل التضحيات التي بذلوها في تربية الأجيال الصالحة. والعناية بهم أنيطت في الإسلام بالأبناء أوّلاً، قال تعالى:   ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ ، فمسؤولية الأبناء عن برّ الآباء ورعايتهم مسؤولية إلزامية سواء كانا مؤمنيْن أو فاسقيْن وسواء كانا على دينه أو على غير دين، والرعاية لكبار السنّ لا تقف عند الجانب المادي بل يدخل فيها الجانب النفسي والعاطفي الذي هم أشدّ حاجة إليه قال تعالى:  ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ .

    وكما اهتم الإسلام برعاية الأبناء لآبائهم أولى اهتماماً خاصّاً بالطفولة وألزم الآباء برعاية الأبناء وتربيتهم حتى بلوغ سنّ الرشد مع القدرة على استغلالهم بالمسؤولية.

    عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا" .

     

     4- رعاية اللقيط
     واللقيط شرعاً: هو المولود الذي لا يعرف له أب ولا أمّ، والذي يُلقى بدون أن يعترف به أحد، فيجب أخذه والإهتمام به، قال تعالى:   ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ .

    وقد راعى الإسلام نفسية اللقيط، فأعطاه الحقوق الممنوحة للولد الشرعي بدون أن يكون هناك تمييز أو تفريق بينهما، حيث لا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى، وبهذه المعاملة الحسنة يكون المجتمع قد أعدَّ مواطناً صالحاً، يقوم بواجباته وينهض بأعبائه، فلا يشعر بنقص ولا تتولّد عنده العقد النفسية.

     

    5- رعاية أصحاب العاهات
     قد يتعرّض الإنسان أثناء قيامه بدوره في إعمار هذا الكون لعاهة من العاهات، يفقد على أثرها عضواً من أعضائه، أو حاسّة من حواسّه، وربما لظروف تتعلّق بالحمل والولادة، يولد بعاهة مستديمة كفقد البصر أو السمع، أو تشويه في بعض أعضائه تقلّل من عطائه.

    ومن أهمّ فئات هذه العاهات هم:
    العميان والصُّمّ والبكم والمعتوهون والعاجزون بسبب ضعف البنية، وذوو العيوب الكلامية والتعتعة.
    هؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات، يجب أن يلقوا من المجتمع كلّ رعاية وعناية واهتمام، وينبغي أن يكونوا محلّ العناية والاهتمام الكامل في نظر الدولة والمجتمع على السواء لتوفير العيش الأفضل لمثل هؤلاء المحتاجين، حتى يشعروا بالرحمة والتعاون والعطف.
     

     أمّا العناية بالعميان والصمّ والبُكم، فيجب أن تتركّز بفتح مدارس ومعاهد خاصّة بهم، لتعليمهم، وتدريبهم على الحِرَفِ اليدوية، وجعل كلّ الوسائل الإيضاحية والسمعية والبصرية واللمسية تحت تصرّفهم ليشعروا بشخصيّتهم وكيانهم.

    وأمّا العناية بالمعتوهين وضعاف البنية وذوي العيوب الكلامية والصرعى وأصحاب الأمراض المزمنة فتتركّز في إزالة ضعفهم وعاهاتهم وعيوبهم بالعلاج الناجح، والغذاء الصالح، والوسائل الطبية والصحية اللازمة وتوفير الأجواء التربوية المناسبة لهم.

     

    6- رعاية المنحرفين
     والمراد من ينحرف من الأحداث والمراهقين إلى تناول المخدِّرات، أو السرقة، أو القتل وارتكاب الجرائم. وهذا عيب اجتماعيّ خطير يجب معالجته، ويرجع الانحراف عند المراهقين والشباب إلى أسباب عديدة أهمُّها سوء التربية وإهمال الوالدين مراقبة أبنائهم، ومنها الصحبة السيّئة، ومشاهدة الأفلام الماجنة، ومنها معاملة الآباء القاسية لأبنائهم وشدّة ظلمهم، وإمساك النفقة عنهم، ومنها اليتم والجهل والفقر.. إلى غير ذلك.

     

    7- رعاية المنكوبين والمكروبين
     حثّت الشريعة الإسلامية على إغاثة المنكوب، والتفريج عن المكروب، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، والأحاديث النبوية عديدة.

    وهذه الحالة تشمل المتضرّرين جرّاء الزلازل والبراكين والهزّات الأرضية ومشرّدي الحروب وتفشّي الأوبئة وما شابه.
     
     

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2

        الرجوع


    35 تعليقات



    تتبع المقالات
    تتبع التعليقات