• وحدة التربية الأسرية والاجتماعية:

      حسن الجوار

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2



    نصوص الانطلاق:
      الآية 36 سورة النساء / منار التربية الإسلامية 

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ 36


      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" قيل لرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: إن فلانة تصلي الليل, وتصوم النهار......"أخرجه الإمام الحاكم
     

      

    شرح الألفاظ والعبارات:
    الجار ذي القربى: الجار الذي يربطنا نسب أو مصاهرة
    الجار الجنب:الجر الذي لا تربطنا به علاقة قرابة
    الصاحب بالجنب:الشخص المرافق لنا ويلازمنا في الدراسة أو العمل

    تصلي المكتوبة: تصلي الفرائض



    مضامين النصوص :
    1- الأمر بالإحسان إلى الجار وبيان أنواع الجيران.

    2- يقرر الحديث الشريف بأن الإساءة تكون سببا في الدخول إلى النار والإحسان إليه يكون سببا في دخول الجنة .


    استنتاج:
    1-مفهوم الجوار: هو كل شخص يحاذي شخصا آخر في المسكن أو العمل أو الدراسة أو السفر أو المسجد.


    2-أهمية حسن الجوار في الإسلام :

    تبرز أمهمية حسن من خلال :
    -الله عز وجل قرن الدخول إلى الجنة بالإحسان إلى الجار والإساءة إليه بالدخول إلى النار.
    -لا يكمل لإيمان العبد إلآ إذا كان محسنا إلى جاره.
    - جبريل كان يوصي النبي صلى الله عليه وسم بالجار حتى ظن أنه سيكون وارثا من الورثة .


    3-حقوق الجار:

    - معاملته بالحسنى وعدم إذايته

    - صيانة عرضه

    -رعاية أبنائه عند غيابه

    - مساعدته عند الحاجة

    -زيارته إذا مرض

    -مشاركته الأفراح والأحزان

     


    4-اثر حسن الجوار:
    - إشاعة المحبة والألفة

    - التضامن والتعاون على الخير

     

    حسن الجوار سمت الأبرار

    من هو الجار ؟
    الجار هو الذي يلاصق أو يقرب سكنه من سكنك ، وحدد العلماء دائرة الجيرة إلى مدى أربعين دارًا من كل جهة من أمام ، وخلف ويمين وشمال .
    والإسلام يقوم على جملة مرتكزات ترتقي بالفرد وتسمو بالمجتمع ، ومن أهمها: المبادئ الأخلاقية والقِيَم الفاضلة التي تجعل من الأمة أسرة مترابطة ، ولكي تسلم العلاقات الاجتماعية ينبغي أن تقوم على الأسس التي دعا إليها القرآن الكريم قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاك ُمْشُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( الحجرات : 13 ) وقال تعالى : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم ْفَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) (آل عمران : 103 ) .
    وذكرت الآثار بأن المعتزل عن الناس مُفَارِقٌ للجماعة ، مُخَالِفٌ للسنة ،فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ، ولذا حرص الإسلام على عقد روح التعاون بين الجيران وأن يحب الإنسان لجاره ما يحب لنفسه ، قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) رواه مسلم .
    وحقوق الجار كثيرة منها…
    • إلقاء السلام ورده ، لما في ذلك من ربط القلوب بعضها ببعض ، وهو عمل صالح رفيع .
    • ومن حق الجار على جاره أن يزوره إذا مرض ويسأل عن صحته ، ويَدْعُو له ويأمره بالصبر .
    • وإذا مات الجار فإن له حقًّا على جيرانه ، وهو : أن يتبعوا جنازته ، وأن ينظموا الأمر لإعداد الطعام لأهل الميت لأنهم مشغولون بميتهم .
    • ومن حق الجار على جاره أن يجيب دعوته إلى الوليمة إن دعاه .
    • ومما يجدر بالمسلم أن يكون ستَّارًا لعيوب جاره ؛ وذلك ليستره الله في حياته الدنيا ويوم العرض الأكبر.
    • ومن حقوق الجار على جاره : عدم التطاول عليه بالبنيان ، وعدم إيذائه بالأصوات المرتفعة .
    وأوصت السنة بالإحسان إلى الجار ، حتى لو كان غير مسلم ، ما دام فردًا يعيش في المجتمع الإسلامي ، فالإسلام يريد للمجتمع أن يشمله التكافل ويعمه التراحم ، عن مجاهد قال : كنت عند عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – وغلام يسلخ له شاة ، فقال : يا غلام ، إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي ، حتى قال ذلك مرارًا ، فقال له : كمتقول هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه ) رواه أبو داود والترمذي
    وأقرب الجيران بابًا أحقهم بالإحسان ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت: يارسول الله ، إن لي جارين ، فإلى أيهما أهدي ؟ قال : ( إلى أقربهما منك بابًا ) رواه البخاري
    وكان محمد بن الجهم جارًا لسعيد بن العاص عاش سنوات ينعم بجواره فلما عرض محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم ، وحضر الشهود ليشهدوا ، قال :بكم تشترون مني جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا : إن الجوار لا يباع ، وما جئنا إلا لنشتري الدار . فقال : وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن هجته عطف عليك ؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له : أمسك عليك دارك .
    هذه هي الأخلاق الإسلامية التي ربى عليها الإسلام أبناءه ،فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ، يحمل غنيهم فقيرهم ، ويُعين قويهم ضعيفهم، وجمع الإيمان بين أفئدتهم ، وما أجمل أن يأخذ المسلمون أنفسهم بهذه المبدأ الكريم .

        الرجوع




    29 تعليقات