•  

    القرآن الكريم : الجزء الثاني من سورة ق

     

    مدخل تمهيدي:

    الأمراض التي تصيب الجسم لها أعراض، منها: سخونة، آلام في الرأس، مغص في الأمعاء …، والأطباء في تعاملهم مع هذه الأمراض ينقسمون إلى قسمين: منهم من يعالج أعراض المرض، ومنهم من يعالج أصل المرض، والطبيب الماهر هو الذي يعالج أصل المرض، وهناك مرض خطير جدا هو البعد عن الله تعالى، وسببه: الغفلة.

     فما هي أسبابها؟

    وما هي طرق علاجها؟

     

     قال الله تبارك و تعالى :

    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ(23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)

     

     دراسة النص القرآني:

    القاعدة التجويدية: الإمالة

     

    الإمالة : لغة : التعويج، من أمال الشيء أي عوجه عن استقامته .

    الإمالة اصطلاحا : أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء وهو الغالب، من غير قلب خالص. وعلامتها تحت الحرف الممال، مثال: كفار – لذكرى. والغاية من ذلك تحقيق التجانس في الصوتين.

    يوجد كلمة واحدة يتم قراءتها بالإمالة وهي في رواية الإمام حفص عن عاصم وهي: “مجريها” المذكورة في قول الله تعالى: “وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم”.

    والإمالة في هذه الآية هي إمالة فتحة الراء إلى كسرة بالإضافة إلى إمالة الألف إلى الياء.

     

    الشرح اللغوي: 

    توسوس به : تحدثه به .

    حبل الوريد : عرق يحمل الدم إلى القلب ويكون في ا لعنق.

    يتلقا المتلقيان : يحفظ ويكتب الملكان.

    قعيد : ملك قاعد.

    رقيب عتيد : ملك حافظ يسجل كل أقواله وأفعاله.

    تحيد : تميل وتفر وتهرب.

    غطاءك : حجاب غفلتك .

    بصرك اليوم حديد : قوي نافذ لا تكاد رموشه تتحرك .

    عتيد : معد حاضر .

    مريب : شاك في دينه وربه .

    قرينه : الشيطان

    ما أطغيته : ما أجبرته على الطغيان.

     

    المضمون العام:

    تذكيره تعالى لعباده بأنه يعلم حالهم ومصيرهم بعد البعث والحساب والجزاء، مع بيان مصير الكافرين.

    المضامين الجزئية:

    الآيات 16 – 18 : يخبر تعالى أنه المتفرد بخلق الإنسان وأن علمه سبحانه محيط بجميع أحواله ، ولإقامة الحجة عليه وكل به ملكين يكتبان ويحفظان عليه أقواله وأفعاله.

    الآيات 19 – 22 : خطاب من الله تعالى للعبد الغافل عما خلق له وتخويفه وترهيبه بذكر ما يكون على المكذبين يوم القيامة بعد الموت .

    الآيات 23 – 30 : يذكر الله تعالى خصام الكافرين ولوم بعضهم لبعض على التفريط في الأعمال الصالحة وأنه سبحانه لا يظلم أحدا وأنه القائم على كل نفس بما كسبت المجازي لها بما عملت .

     

    الدروس والعبر :

    الله سبحانه أقرب إلى الإنسان من أعضائه .

    الكلمة أمانة ومسؤولية .

    الموت هي الخطب الأفظع .

    الغفلة تزول بتذكر الخاتمة.

    اختيار الصحبة الصالحة من أهل اليقظة والهمة العالية في طلب الآخرة .

     

     


    تعليقك


    تتبع مقالات هذا القسم
    تتبع تعليقات هذا القسم