• وحدة التربية الحقوقية : سورة الحجرات من الآية 12 إلى الآية 13

    1) النصوص:
    سورة الحجرات من الآية 12 إلى الآية 13، ص: 112 من كتاب المقرر.

     بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ  

    يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)

    يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

      

    2) توثيق سورة الحجرات :  

     السورة : سورة الحجرات    
     نوعها :  مدنية
     عدد آياتها : 18آية
     ترتيبها في القرآن الكريم : 49
    ترتيبها بين السور : جاءت بعد سورة الفتح وقبل سورة ق
     سبب تسميتها: سميت ‏سورة ‏الحجرات ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر  فيها حرمة بيوت النبي وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهم وهذا لتربطنا بالنبي وفي هذا دلالة أيضاً على ارتباط السور الثلاثة محمد والفتح والحجرات بمحور واحد هو (محمد) ففي سورة محمد كان الهدف إتّباع الرسول وفي سورة الفتح مواصفات أتباعه وفي سورة الحجرات أدب التعامل مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمجتمع.‎ 

     


     3) الشروح:
    اجتنبوا: ابتعدوا.
    الظن : اتهام الغير بما ليس فيه.
    لا تجسسوا : لا تبحثوا عن عورات المسلمين، ولا تتبعوا معا يبهم.
    لا يغتب بعضكم بعضا : لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه، والغيبة هي أن تذكر أخاك في غيبته بما يكره.
    فكرهتموه : أي كما كرهتم أكل لحم الميت، فاكرهوا الغيبة أشد الكراهة.
    واتقوا الله : أي خافوا الله، واحذروا عقابه،بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
    إن الله تواب رحيم : إن الله يقبل توبة من اتقاه ،واعترف بخطئه.
    لتعارفوا : لتتعرفوا على أصلكم ونسبكم ولتتآلفوا.
    أكرمكم : أقربكم منزلة إلى الله تعالى، بالطاعات والعمل الصالح. 
     
      4 - المضمون العام:
    - دعوته تعالى إلى التحلي بمكارم الأخلاق والالتزام بالتقوى. 
     
      5 - المضامين الأساسية:الآية 12- 13 :
    تدعونا الآية الكريمة إلى ضرورة التشبث بحبل الله المتين، وعدم التفرقة، وبيانه أن معيار التفاضل بين الناس يقوم على أساس التقوى المترتبة عن طاعة الله ومخافته.

    استنتاج:
    في هذه الآيات الكريمات حرم الله تعالى رذيلة، سوء الظن، والتجسس، والغيبة، وهي من مسببات تفكك رابطة الأخوة الدينية، التي اعتبرها الله تعالى أقوى الروابط في الدين الإسلامي الحنيف.

    - سوء الظن: هو اتهام المسلم لأخيه المسلم دون اعتماد أي دليل وحجة، حرمه الإسلام لإلحاقه الضرر بالغير.

    - التجسس: هو تتبع عورات المسلمين، وفضح أسرارهم لغيرهم، وهو من كبائر الذنوب التي حرمها الإسلام، لما فيها من انتهاك للحرمات.

    - الغيبة: هي أن يذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره في غيبته، وهي من كبائر الذنوب أيضا صورها الإسلام بمشهد تشمئز منه النفوس السليمة، وهي وكأن المغتاب يأكل لحم أخيه الميت لشناعة هذه الصفة الذميمة، وشدة قبحها.  

    المصدر : www.lebastion.ma


    *******************************************************************************************************

    سورة الحجرات

    هذه السورة الكريمة مدنية، وهي على وجازتها سورة جليلة ضخمة، تتضمن حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنية الفاضلة، حتى سماها بعض المفسرين سورة الأخلاق.

     
    ابتدأت السورة الكريمة بالأدب الرفيع الذي أدب الله به المؤمنين، تجاه شريعة الله وأمر رسوله، وهو ألا يبرموا أمرا، أو يبدوا رأيا، أو يقضوا حكما في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يستشيروه، ويستمسكوا بارشاداته الحكيمة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  }.


    ثم انتقلت إلى أدب آخر وهو خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيما لقدره الشريف، واحتراما لمقامه السامي، فإنه ليس كعامة الناس بل هو رسول الله، ومن واجب المؤمنين أن يتأدبوا معه في الخطاب مع التوقير والتعظيم والإجلال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } الآيات.


    ومن الأدب الخاص إلى الأدب العام، تنتقل السورة لتقرير دعائم المجتمع الفاضل، فتأمر المؤمنين بعدم السماع للإشاعات، وتأمر بالتثبت من الأنباء والأخبار، لاسيما إن كان الخبر صادرا عن شخص غير عدل أو شخص متهم، فكم من كلمة نقلها فاجر فاسق، سببت كارثة من الكوارث، وكم من خبر لم يتثبت منه سامعه، جر وبالا، وأحدث انقساما {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } .


    ودعت السورة إلى الإصلاح بين المتخاصمين، ودفع عدوان الباغين { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا  } .


    وحذرت السورة من السخرية والهمز واللمز، ونفرت من الغيبة والتجسس، والظن السيئ بالمؤمنين، ودعت إلى مكارم الأخلاق، والفضائل الاجتماعية، وحين حذرت من الغيبة جاء النهي في تعبير رائع عجيب، أبدعه القرآن غاية الإبداع، صورة رجل يجلس إلى جنب أخ له ميت ينهش منه ويأكل لحمه { وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ  }   ويا له من تنفير عجيب؟!

     


    وختمت السورة بالحديث عن الأعراب الذين ظنوا الايمان كلمة تقال باللسان، وجاءوا يمنون على الرسول إيمانهم، وقد وضحت حقيقة الإيمان، وحقيقة الإسلام، وشروط المؤمن الكامل، وهو الذي جمع الإيمان، والإخلاص والجهاد، والعمل الصالح {  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ   } إلى آخر السورة الكريمة.

        الرجوع



    المصدر : http://www.lebastion.ma


    280 تعليقات