•  

     

    تمهيـــــد:

    تضمنت سورة لقمان فضيلة الحكمة وسر معرفة الله تعالى وصفاته وذم الشرك والأمر بمكارم الأخلاق والنهي عن القبائح والمنكرات، فهي تمثل بحق أفضل طرائق تربية الأولاد، وجاءت آياتها فيها رقة وحنو ولطف وهدوء، لقمان ينصح ابنه بوصايا هي قمة الآداب الاجتماعية والأخلاق الحميدة.

     

    أنشطة القراءة:

    بسم الله الرحمن الرحيم الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11) وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)

     

     توثيق سورة لقمان:

    سورة لقمان : مكية، عدد آياتها 34، ترتيبها في المصحف 31، بعد الروم وقبل السجدة،  تعنى بأصول العقيدة الأساسية :

    •    وحدانية الله عز وجلّ و قدرته وعلمه وإحاطته

    •    أخبار الأنبياء والرسل وما لاقوه من عنت ومشقة من أقوامهم

    •    البعــث

    •    الحســاب

    •    الجــزاء

     

    سميت ‏سورة ‏لقمان ‏لاشتمالها ‏على ‏قصة ‏لقمان ‏الحكيم ‏التي ‏تضمنت ‏فضيلة ‏الحكمة ‏وسر ‏معرفة ‏الله ‏تعالى ‏وصفاته ‏وذم ‏الشرك ‏والأمر ‏بمكارم ‏الأخلاق ‏والنهي ‏عن ‏القبائح ‏والمنكرات ‏وما ‏تضمنه ‏كذلك ‏من ‏الوصايا ‏الثمينة ‏التي ‏أنطَقَه ‏الله ‏بها.

     

     الرسم المصحفي: قلب الألف واوا:

     

    تقلب الألف واوا في القرآن الكريم في ثمان كلمات، وهي: (الصلاة – الزكاة – الحياة – الربا – بالغداة – كمشكاة – النجاة – مناة) ترسم هكذا (الصلوة – الزكوة – الحيوة – الربو – بالغدوة – كمشكوة – النجوةِ – منوةَ).

     

    القاعدة التجويدية:

    قاعدة المد الطبيعي:

    المد: لغة: الإطالة والزيادة، واصطلاحا: هو إطالة الصوت عند النطق بحرف من حروف المد الثلاثة، وهي:

    1. الألف الساكنة المفتوح ما قبلها: نحو: ﴿البَاطل﴾، ﴿قَال﴾، ﴿الإنْسَان﴾ ….
    2. الواو الساكنة المضموم ما قبلها: نحو: ﴿قالُوْا﴾، ﴿يقُوْل﴾، ﴿تَكُونُ لَه﴾ …
    3. الياء الساكنة المكسور ما قبلها: نحو: ﴿الذِي﴾، ﴿قِيْل﴾، ﴿دِينَهُم﴾ …

    والمد الطبيعي الأصلي هو الذي لا يتوقف على سبب، ويجمع في كلمة ﴿نُوحِيهَا﴾ ، مثال: ﴿فِيهَا﴾، ومن المد الطبيعي كذلك مد العوض، مثال: ﴿وَقْرًا﴾، ومد اللين، مثال: ﴿أُذُنَيْهِ﴾، ومد الصلة الصغرى، مثال: ﴿لِنَفْسِهِ﴾.

     

    - الإظهار:

    الإظهار في اللغة: البيان والوضوح، وفي الاصطلاح: النطق بالنون الساكنة أو التنوين من مخرجهما من غير غنة، إذا أتى بعدهما حرف من حروف الإظهار.

    وحروف الإظهار ستة وهي: ء/هـ/ع/ح/غ/خ” وتسمى الحروف الحلقية تجمع في الجملة التالية: “أخي هاك علما حازه غير خاسر”.

     

    شرح المفردات:

    – ألم: حروف مقطعة لا يعلم سرها إلا الله .

    – يوقنون: يصدقون .

    الكتاب: اسم من أسماء القرآن.

    - الحكيم :صفة للقرآن، ومعناه لا خلل فيه ولا تناقض.

    - المحسنيـن: الذين أحسنوا العمل بطاعة الله تعالى ورسوله.

    - يوقنون: يصدقون تصديقا جازما.

     – لهو الحديث: ما يلهي عن طاعة الله .

    – ليضل: ليخرج الناس عن طريق الحق .

    - يتخذها هزؤا: يتخذ أيات الله سخرية واستهزاء.

    - عذاب مهين: مذل ومخزي.

    – وقرا: ثقلا وصمما .

    - بغير عمد: بغير دعائم وسواري تقيمها.

    – رواسي: جبالا .

    – أن تميد بكم: لئلا تضطرب بكم .

    - بث فيها: نشر وفرق وأظهر فيها.

    - دابة: كل ما يدب على الأرض.

    - زوج كريم: صنف حسن كثير المنفعة.

     - لقمان: رجل صالح حكيم وليس نبيا.

    – الحكمة: الصواب في القول والرأي والعمل .

    – يعظه: يرشده وينصحه .

    – وهنا على وهن: ضعفا على ضعف .

    – وفصاله في عامين: مدة رضاعته في عامين .

    – جاهداك: أرغماك .

    – أناب: رجع إلى الله .

     

    المعاني الجزئية للآيات:

    1- (الآيات 1-4) القرآن الكريم كتاب الله المعجز فيه هداية للمحسنين الذين يحافظون على صلاتهم ويؤدون زكاتهم ويصدقون باليوم الآخر.

    2- (الآيات 5-6) تهديد المشركين الذين يبعدون الناس عن دينهم باللهو ،ويعرضون عن القرآن الكريم،ويستهزؤون به بالعذاب الأليم.

    3- (الآيات 7-8) وعد الله المؤمنين العاملين للصالحات بالجنة.

    4- (الآيات 9-10) بيان دلائل قدرة الله تعالى وآثار عظمته مما يدل على وحدانيته وإبطال عبادة الكفار للأصنام .

    5- (الآيات 11-15) بيان وصايا لقمان لابنه وهي:

    – أمره بعدم الشرك بالله لأنه ظلم عظيم .

    – أمره تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما .

    – أمره سبحانه بشكر الله وشكر الوالدين على ما بذلوه من جهد في التربية .

    – أمره تعالى بعدم طاعة الوالدين في معصية الله .

    – أمره سبحانه باتباع سبيل وطريق المؤمنين .

     

    دروس وعبر:

    – القرآن الكريم كتاب حكمة وهداية ورحمة للمحسنين

    – من صفات المحسنين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة واليقين بما أعده الله لهم يوم القيامة

    – من صفات الضالين الخوض فيما يلهي عن طاعة الله والاستهزاء بالدين والإضلال عن سبيله جهلا واستكبارا

    – بيان عظمة الله سبحانه وتعالى وتتجلى في قدرته على الخلق

    – من الحكمة شكر الله وتوحيده

    – وجوب بر الوالدين والإحسان إليهما

    – لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

    – وجوب اتباع سبيل المؤمنين المنيبين إلى الله

    – لا ينفع الإنسان غير الصدق

     

    القيم المستفادة: الإيمان/ التوحيد/ الهدى/ الرحمة/ الشكر…

     


    تعليقك