مقدمة:
بعد فرض الحماية على المغرب سنة1912 ،تعددت أساليب وأشكال الضغوط على الدولة العثمانية ،مما أدى إلى انهيارها و تقسيم مناطق نفوذها. فما عوامل تدهور الإمبراطورية العثمانية ؟ و ما الأساليب التي استعملتها الدول الأوربية للسيطرة على المشرق العربي؟ و ما مناطق النفوذ التي قسم إليها المشرق العربي؟
1- تميزت أوضاع الإمبراطورية العثمانية بالاضطراب:
بعد أن كانت المؤسسة العسكرية أساس قوة هذه الدولة فقد سارت من أهم عوامل انهيارها بسبب التفسخ و الفساد الذي أصاب الجيش (تأخر أجورهم) و بالتالي فشله في تدخلاته (حصار فيينا) و توالي الهزائم ، و ما تبعها من فرض لمعاهدات قاسية ، بالإضافة إلى الاضطرابات الاجتماعية و المتمثلة في ارتفاع الضرائب و ابتزاز الموظفين (تأخير أجورهم) ثم إقرار نظام الالتزام و ما كان له من آثار سلبية على السلطة المركزية.
2- حاولت الدولة العثمانية القيام بإصلاحات لتجاوز الوضعية المتأزمة:
عسكريا : حاول كل من سليم الثالث و محمد الثاني و عبد المجيد إعادة تنظيم الجيش الانكشاري و تعويضه بجيش نظامي ،ثم تحديد التجنيد في 5 سنوات.
اقتصاديا: إلغاء نظام الالتزام، و فرض ضرائب حسب الثروة و الدخل.
سياسيا : إقرار دستور جديد مستوحى من الدستور البلجيكي ، يهدف إلى إلغاء امتيازات اسطنبول (الخدمة العسكرية والضرائب) و إطلاق حرية الصحافة...
إلا أن هده الإصلاحات كانت تواجهها عدة صعوبات ، كمعارضة الجيش والفقهاء، ونقص الموارد المالية ، مما دفع الدولة إلى الاقتراض.
3- تعددت أساليب التدخل في المشرق العربي:
استغلت الدول الأوربية الضعف و الوهن الذي أصاب الإمبراطورية العثمانية( الرجل المريض) فسارعت إلى الضغط عليها بشتى الوسائل:
اقتصاديا: تزايد الامتيازات التجارية للأجانب و المحميين ، و المراقبة المالية الانجليزية الفرنسية ، ثم ارتفاع المديونية.
سياسيا : التدخل في شؤون الحكم ( عزل السلاطين).
دينيا : التدخل لحماية الأقليات، و القيام ببعثات تبشيرية .
و هذا ما أدى إلى سيطرة الدول الأوربية على عدة مناطق في شمال إفريقيا و غيرها.
4- ساهمت عوامل انهيار الإمبراطورية العثمانية في تغيير الأوضاع بالمشرق العربي:
عوامل داخلية: الصراعات السياسية ، حروب البلقان و قيام الثورة العربية الكبرى.
عوامل خارجية: تحالف الدول الأوربية لإضعاف الإمبراطورية العثمانية و الهزيمة في الحرب العالمية الأولى.
و قد أصبح المشرق العربي بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية مقسما إلى مناطق نفوذ ، كل من بريطانيا و فرنسا بموجب معاهدة سايكس- بيكو.
خاتمة:
أدى تفكك الإمبراطورية العثمانية إلى تقسيم المشرق العربي و خضوعه للهيمنة الاستعمارية الأوربية.
merci